العصفور والطين
ــــــــــــــــــــــــــــ
يُحكى أنه في أحد الأيام الباردة وتحت زخات المطر وفي المزرعة الشاسعة لم يجد العصفور الصغير مأوى يأوي إليه ولا ظل يحتمي به من الأمطار
إلا متراً من الأرض أسفل جسم بقرة سمينة كفاه كبر حجمها زخات المطر القوية
ولكنه مازال ينتفض ويرتجف من برودة الجو الشديدة ، فلما رأته البقرة رقت لحاله وفكرت كثيراً كيف تدفئه ؟!!
... ... حتى اهتدت أخيراً إلى أن تُحيل عليه من طين الأرض ليقيه من زمهرير الهواء البارد وسريعاً ما نفذت البقرة ما جال بخلدها
وبعد أن كان العصفور قد بدأ يتذمر من انهيال الطين عليه وظن بالبقرة سوءاً وهم أن ينفض الطين عنه لاحظ أن هذا الطين قد منع الهواء عن الأجزاء التي التصق بها فهدأ
وبعد أن كُسِيَ تماماً بالطين بدأ شيئاً فشيئاً يشعر بالدفء وامتن كثيراً لهذه البقرة الحنونة
وبعد أكثر من ساعة هدأت الأمطار وأشرقت الشمس وبدأ العصفور الصغير يشعر بحرارتها وأخذ يفكر في نفض هذا الطين عنه
في نفس الوقت ونفس المكان كان هناك ثعلب جائع يتشمم الأرض بحثاً عن أي غذاء فاقترب من الطين الذي يكسو العصفور وقد اشتمه فسال لعابه وشرع يزيل الطين عن العصفور الذي سُرَّ لهذا العون الذي جاء في وقته ولكن سعادته لم تكتمل فحالما انتهى الثعلب من رفع الطين عنه افترسه بلا رحمة.
***********************************
وبعد...
ليس كل من يلقي الطين عليك يكرهك : :friends: :
وليس كل من ينفض الطين عنك يحبك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]