بات ظهور علم فلسطين خلال مباريات "الكلاسيكو" بين الغريمين برشلونة وريال مدريد الإسبانيين ظاهرة مثيرة للانتباه، وكان آخرها خلال مواجهة الفريقين مساء الأربعاء على ملعب "سانتياغو برنابيو" في ذهاب ربع نهائي كأس إسبانيا.
وظهر علم فلسطيني كبير الحجم على جنبات الملعب، بينما حمل بعض المشجعين أعلاماً أخرى ولوّحوا بها على مدى شوطي المباراة، التي انتهت بفوز برشلونة بهدفين في مقابل هدف واحد، ليقترب من بلوغ الدور نصف النهائي للبطولة.
وسبق لمشجعي ريال مدريد أن حملوا العلم الفلسطيني في مباراة الفريق أمام أياكس أمستردام على الملعب نفسه في أيلول/ سبتمبر الماضي، في الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا، بينما ظهر العلم أكثر من مرة خلال مباريات برشلونة، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.
ولا يقتصر الأمر على برشلونة وريال مدريد، بل إن العديد من الفرق الأوروبية الكبيرة يحرص مشجعوها على رفع العلم الفلسطيني، حتى بات الأمر جزءاً أساسياً من طقوس التشجيع لدى تلك الجماهير، مثل جماهير لاتسيو الإيطالي.
ولا تكاد تمر مباراة للاتسيو إلا وتشهد رفع أعلام فلسطينية ضخمة، إضافة إلى لافتات وشعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية ومنددة بالاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي جعل النادي، الذي يتخذ من العاصمة الإيطالية روما، عدواً بالنسبة للإسرائيليين، ويبدو ذلك واضحاً في تعاطي وسائل الإعلام العبرية مع أخباره.
وينظر الفلسطينيون بكثير من الاهتمام لظاهرة ظهور علمهم خلال المباريات الكبرى في أوروبا، خصوصاً تلك التي يكون طرفاها برشلونة وريال مدريد، أو أحدهما، نظراً لما تحظى به تلك المباريات من متابعة جماهيرية كبيرة حول العالم.
وتحرص وسائل الإعلام الفلسطينية على إبراز ظاهرة رفع الأعلام خلال المباريات الأوروبية، كما أن وسائل الإعلام العبرية تتناول مثل هذه القضايا بكثير من الاهتمام، وتحرص في المقابل على إظهار الوجه الآخر للقضية المتمثل في رفع أعلام إسرائيل أحياناً في بعض المواجهات.
ومع التزايد اللافت لرفع الأعلام واللافتات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الملاعب الأوروبية، خصوصاً عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة؛ بدأ مشجعون إسرائيليون برفع الأعلام الإسرائيلية وإبرازها، وكذلك إظهار لافتات وشعارات تحاول جلب التعاطف مع الإسرائيليين.
ولعل المثال الأقرب كان أثناء مواجهة جمعت برشلونة مع إشبيلية في الدوري الإسباني على ملعب "كامب نو" قبل نحو شهرين، حينما ظهر بين مشجعي النادي الكاتالوني من يحمل علم إسرائيل إلى جانب لافتة كُتب عليها "مرحبا جلعاد"، في إشارة إلى الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيراً في غزة، قبل أن يتم إطلاق سراحه بموجب صفقة تبادل الأسرى.