بقلم : رائد عمرو :
تستعد منتخباتنا الوطنية الفلسطينية في عام 2012 لعدد من الاستحقاقات الهامة لها التي من شأنها أن تصنع انجاز للكرة الفلسطينية في ظل التطور الحقيقي لها وانتشار صيتها وأخبارها في كل وسائل الإعلام العالمية .
منتخباتنا الوطنية في العام الماضي استطاعت أن تلعب مباريات رسمية دولية على ملعبها البيتي وأمام جماهيرها وهذا انجاز كبير لها بعيدا عن حسابات الربح والخسارة مقارنة بحجم الضغوطات والمعيقات التي تعرضت لها فلسطين من اجل نيل الاعتراف بملعب بيتي لها تظهر فيه فرقنا الرياضية أمام العالم .
وبعد لقاءات دولية كثيرة لمعظم المنتخبات الوطنية في العام الماضي وهي سابقة في تاريخ الكرة الفلسطينية حيث زراتنا الكثير من الفرق سواء في لقاءات رسمية او تضامنية على مستوى المنتخب الأول او الاولمبي او النسوي او بعض الفرق الشابة ، فان هذه المنتخبات (خاصة ) الأول والنسوي والشباب تنتظرها استحقاقات أخرى بداية العام الجديد ما سيحفزها على العمل على إضافة مزيدا من التراكمات على الانجازات التي حققتها الرياضة الفلسطينية.
"الفدائي" سوف يسعى جادا لخوض نهائيات كأس التحدي التي ستقام في مارس المقبل في نيبال ، وأمامه فعلا فرصة حقيقية للتأهل لكاس آسيا في استراليا في العام 2015 ، إذا حل في المركز الأول من النهائيات ...
ومن النقاط الايجابية التي ساعدت الجهاز الفني الجديد للمنتخب بقيادة الكابتن جمال محمود هي المشاركة في الدورة العربية في قطر أواخر العام الماضي التي كان لها دورا ايجابيا بالوقوف على مستويات اللاعبين وتسهيل عملية اختيارهم للاستحقاق الأهم للكرة الفلسطينية .
وهذا ما ينطبق ايضا على المنتخب النسوي الذي أوجد له في السنوات القليلة الماضية مكانا في كافة المحافل المحلية والعربية والدولية .. ففي ما يتعلق في الساحة المحلية فقد ازداد حجم الاهتمام المحلي بالمنتخب النسوي، كما ظهر ذلك جليا في التأييد والتشجيع الكبيرين في كل لقاءاته الودية والرسمية المحلية في السنوات القليلة الماضية .. وعربيا فقد التقى المنتخب النسوي بعدد من الفرق العربية الشقيقة في لقاءات مشابهة أيضا
إلا أن عام 2011 كان شهد عدة محطات بارزة على طريق البناء الرياضي ، ومن أهمها لقائه بطل العالم المنتخب النسوي الياباني على ارض فلسطين وسط حضور جماهيري كبير غلب عليه الطابع النسوي، في رسالة دعم ومساندة ومحبة من المرأة الفلسطينية للاعباتنا الباسلات ، مفادها "الكل معكم ويؤيدكم ويريدكم سفراء للكرة النسوية الفلسطينة"، وتحمل الرسالة الأخرى الموجهة الى العالم اجمع معاني هامة وهي أن المرأة الفلسطينية تغلبت على كل ظروف القهر والاضطهاد والظلم والعنصرية التي تتعرض لها وتريد أن يراها العالم بعيون رياضية .
والانجاز الهام الآخر هو اللقاء التاريخي المقرر في شباط فبراير من هذا العام أمام المنتخب النسوي الايطالي في مباراتين تضامنيتين على إستادي دورا والخضر ، وهذا بالطبع يشكل حافزا آخر للاعبة الفلسطينية التي تستعد حاليا للقاء بإجراء تمرينات متواصلة يقودها الجهاز الفني للفريق في مختلف الملاعب الفلسطينية .
وبعد متابعتي لعدد من تمرينات الفريق النسوي فمن الواضح انهن يشعرن بتطور حقيقي لهن وهو وجودهن على الخارطة العالمية تجلى بالاهتمام الدولي بالكرة النسوية وتطويرها في فلسطين ، والجانب الآخر هو التحفيز المحلي سواء كان رسميا من القيادة السياسية التي أدركت أهمية وجود منتخب نسوي فلسطيني قادر على أن ينقل رسالة وطنية إلى العالم ، وجانب يتعلق بالمساندة الجماهيرية الكبيرة للفريق ظهر جليا في لقائي المنتخب الياباني على ملعبي دورا ونابلس .
وفي الختام فإنني أدعو زملائي الصحفيين الفلسطينيين وتحديدا الاعلاميين الرياضيين أن يدركوا حجم المهمة المطلوبة منهم في العام 2012 وان يخرجوا برسالة مشتركة واضحة تهدف إلى تسويق لاعبينا ولاعباتنا للعالم بلغة إعلامية موضوعية تظهر من خلالها المعيقات الحقيقة التي تواجههم وتظهر مقابلها الإصرار الكبير لتخطي كل ذلك وتحقيق انجاز يليق باسم فلسطين .
:bom: