- بقلم/ وصفي شهوان:
أن تكون موهوباً بالفطرة فهذا يجعلك متفوقاً على أبناء جيلك، وأن تدعّم الموهبة بالخبرة فهذا يميزك في عملك عن زملائك، وأن تصقل الموهبة والخبرة بالعلم فهذا يضعك في مصاف المبدعين الذين تفخر بهم فلسطين.
كثيرة هي المناصب والمواقع المهنية والشرفية التي شغلها "أيقونة" طائرة فلسطين اللامعة رافي عصفور، لكن أرفع وسام تقلده رافي هو ذاك الجهد الخرافي الذي قدمه، وما يزال، وسيقدمه في دوراته ودراساته وبحوثه التي تصب في صالح كرة الطائرة الفلسطينية في حال تم توظيفها بشكل إيجابي من قبل المسئولين عن الرياضة الفلسطينية، وقد سبق للعصفور الطائر أن حلق عالياً في الدورة الدولية لإعداد مدربي كرة الطائرة التي جرت في مدينة بيت لحم بتفوق واضح محققاً المركز الأول في الاختبارات النظرية والعملية على 27 مدرباً من أنحاء الضفة الغربية.
رافي عصفور قدم لفلسطين دراسة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي كانت موضوعاً لرسالة الماجستير التي حصل عليها مؤخراً، الدراسة تثبت أن الرجل يتمتع بقدرات ومميزات فكرية وعلمية تؤهله ليكون في منصب رفيع يخدم بحق الكرة الطائرة في الوطن وفيما لو تم ذلك سيكون لطائرة فلسطين اسم منقوش بالذهب في سجلات الشرف العربية والدولية.
للأسف تميز الكابتن رافي عصفور، اللاعب والمدرب والإداري والمخطط والخبير، حالة فريدة في الوسط الرياضي الفلسطيني، ولعل المدرب الشاب محمد نعالوة يسير بالاتجاه الصحيح بعد إن اجتاز مرتين وبنجاح التجمع الأول في برنامج مدربي المستقبل والذي يهدف إلى انتقاء أفضل المدربين الشباب لمواصلة تأهيلهم وتدربيهم على مدار عامين لتزويدهم بأحدث الطرق والعلوم التدريبية في كرة القدم، وهو خير دليل على وجود الدافع والرغبة في التميز لدى فئة محدودة من الطامحين في الوسط الرياضي الفلسطيني.
طارق العشري مدرب مصري شاب طموح، كان لاعباً مميزاً وأصبح مدرباً يشار له بالبنان، له ثقافته الكروية الخاصة، فلم ير حرجاً أو عيباً في تطوير ذاته وإفادة فريقه الذي يدربه، فجعل من نفسه تلميذاً نجيباً للمدرب البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي ونهل من معين خبراته العالمية الذي لا ينضب، فانعكس ذلك على مستوى الحرس الذي خطف بالعشري من الأهلي نفسه بطولتي كأس وسوبر مصريتين.
أدعو القدير أن تدب الغيرة "الحميدة" في قلوب مدربي كرة القدم في غزة خاصة وكافة مدربي الرياضات في عموم الوطن للتعلم واكتساب المعارف الرياضية ونيل الدرجات العلمية والشهادات الأكاديمية في المعارف الرياضية خاصة مع فتح المعابر وتعدد الكليات والمعاهد الرياضية في مصر الشقيقة، فلماذا لا يكون لدينا أكثر من علامة رياضية فارقة كالخبير الكروي الفلسطيني الدكتور منصور الحاج سعيد؟